الخميس، 21 يوليو 2011

ذاكرة الزجاج

 ذاكرة الزجاج


فادي عاصلة 

هو هذيان في الزمان والمكان،انكسار فوق سطح من التردد والحنين،لم يسعفنا الغبار في رتق ماضٍ يستفزنا كلما طال المسير ولم ينجلِ هذا الضباب،فلا تقشر جلدك وتلبس غيرك لئلا تولد في نقيضك حكاية من الهزائم المتكررة وشبح لا تراه إلا فيك ولا ترى ...



خيمة فوق حلمي زجاج

وامرأة تُطل في غيابها

لتنعش ذاكرة الورد فيَّ

يسخر السفر وبعض الشوارع المتشابكات قسراً

لتنفي خطوة الذهول

دمي بوصلة،والجسد عنف الجهات

إذا ضل الفارس إلى غير جواد ...

انكسر الرمح في انكسار النهوض ومقعد النقل الُمقلد ...

مُشهراً حد حيرتي ...

مؤجلاً ميراث الاغتراب ...

كي لا يبرد الغياب في الشمال المُبردِ ...

وكي لا ينحن معطف الانتظار الأخير

وكأني لم أعر البلاد حقيقتي وحقيبتي ...

ولم أسُبح حتف أنفي،لوناً من فيض الآله الُمورد ...

هذا عبثي ...

هذيان في المسافات، وشبه فلاح يرتب هوياته ...

شكلاً من حياة الموت المُجدد

لي هذا العناء على مر القوافي الموجسات في النوى ...

من سني الخفق المُردد ..

تأن فصول الزمان

يضج الرافدان من قحف آشور ..

وكنعان تزهو، تعلو في شرق الاقحوان

وتهمد ...

واللغة تستذكر سياقها ...

تنعى سيبويه،وابن منظور، وابن الأسود ...

يقول ابن فاراب ...

من سمرقند رقدته ...

بؤس المولَد والمُولَد ...

بؤس ما أرى وما اعترى

شيم الزمان المشرد ...

لا أب لكم لينهى ...

ولا راعٍ يصد سهم الغدر المُسدد ...

ويعيد فتح البلاد من فاتحيها ...

إذا ما زنوا بالأرض وخالفوا عهدة الجد المُوحد ...

فلا أبو العلاء تنصفه الحداثة ...

ولا البقل يصحو في أصول النخل المُخلد ...

يصيح البسطامي من قحف وعيه ...

ويبكي البيروني أفول النجم المُرصد ...

هذي البلاد من جذورك ...

وأنت طائي الهوى ...

نارك للغريب ...

وغداء العابرين في الموقد ...

أنت من نسل الفهريين ...

من الحضرميين ... من خزاعة ، من قضاعة

من عكاظ من المربد ...

كيف لكسرى أن يجترأك

وكيف لقيصر بصليل السيف المهند ...

وكيف لفارس أن تناجزك،

وكيف للروم أن ترد سيل الحق المؤيَدِ ...

أنت حفيد ابن الرشيد ...

فهل ينحنِ الفارس على صراط الحق المؤكدِ ؟

أنت حفيد الفاروق ... قتلك المجوس إذ أدرت ظهرك ...

وما قتلوا صرح عزك المُشيدِ ...

أنت حفيد أبي طالبَ،سيد شباب الجنة ...

والفتنة لا تغريها الجنان ...

كل يوم كربلاء ... عود على عودِ المعودِ ...

أنت حفيد ابن الوليد

فسل نفسك سيفاً من قحف الغمد المغمد ...

لا نامت أعين الجبناء ...

وها أنت تموت ،لا شيء إلا ذاكرة تقتات على حنينها

لا واقعة شاركت في جندها

ولا معركة سُل فيها سيفك المقيد ...

ولا تنافخت شرفاً عن حياض الشرف المهدد...

ولا اخترت طريقاً أنت سالكه ...

ولا قولاً في سرد الوقع المعقد ...

وها أنت تموت ... مثل لا شيء ...

فلا نامت أعين القلب الموصد ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق