السبت، 16 يوليو 2011

عشق متأخر المسافة


عشق متأخرَ المسافة

 فادي عاصلة


هل يكفي هذا الوقت الصغير لنحيا عشقنا ؟

لنردد نشيد الخفق في سماء الاحتياج المرصع

ونزرع الورد لتحيا الفراشات والعصافير

فيعود  لون الحياة إلى سطوره الأولى، كأننا لم نكن على غير عشق

ذات يوم ؟



المسافة في العشق تختلف

المسافة مساحة،مقدار من النهم العاطفي

غلو في التفاني ،رعشة ...

وانصهار روحين ...

المسافة مساحة

إن تعشها، فقد عشتها مرتين



أنت لم تكن قبل الآن شيئاً

لم تكن إلا فراغاً يفتش عن شكله ...

حلماً  يشب، وذاكرة ترتعش ...

كانت تسرج لك يداها

لكي تصعد في مداها ...

كأنك قبل اليوم لم تعش ...



كان فرطاً في الرغبة

حين نسيك بعض المسافرين في خيمة الاشتهاء

فتسرب وجعاً من ثقوب الأغنيات

ينبش القلب ويمتص الهواء

حتى أطلت تجدد فيك الدماء

تقاتل حد الموت

ترد البلاء

وتجهش فوق صدرك

أنا العاشقة والعشيقة

أنا الأرض والماء والسماء

والأم والعم والأصدقاء ...

فتبكِ

تبكِ وتجهش في البكاء





كيف أبني لحظتي

وتفاؤلي مشوه

وحقيقتي طليقتي

والحزن فيَّ مفوه





ترتب ساعديك، تلم شعرك، تطوي أطرافك،

تهديك معطفاً بين عينيها وقبلة،

تشعل القلب لتزيل هذا البرد المخيف ...

تكنس القلق ...

تلقي الخريف ...

كي تترك أسمالاً من يتم الصبا

وكي تحيا في صمت خفيف ...



كنت تزرع يداك في شعرها

تفتق لهفة قلب...

تحضنها

لتبك

كم أنت ظمآن

كم أنت تحب الله، والحياة، وامرأتك ...

والمكان ...

كم أنت موزع بين أوصالك

وكم ضيعك الزمان ...





كانت يداها تحضنك تحصرك

تحاصرك

وتزرع وطناً من ياسمين

قُبلَة وقِبلَة ...

وصلاوات من قهر مكين

كم أنت غريب يا صديقي

يغلي في جوفك الحنين

فما تراك تكتب

حين ترهقك السنين ؟





أريكة من عشقٍ

جسدان متلاصقان ...

والوقت غبار

يمضي لتنته

وتنتهي لتمض

كما  النهار

ما أسرع الجمال في انتهاءه قلت

المهم أن يأتي – تقول

هي حكمة المقول ...

فاقطف على عجل الثمار

وخذني إلى حيث تعيش الريح

ولا يعبث الغد بهذا الحصار



ها أنا أمامك

وأنت أمامي

عناق في لجة المشهد النامي ...

وصراخ فوق أروقة الوطن الهلامي

لا تعبأ بالغد، لا تعبأ بشيء

ولا تسقط مرة أخرى

 ضحية العبث الكلامي

وأغرز في الصخر أظفاراً

وشد الرد، حد المرامِ ...

 هذا العشق سيحيا

رغم أنف جرحك الدامي

هذا العشق سيحيا

مثل أسطورة شرقك السامي

هذا العشق سيحيا

ما حييت، وما رمييت

وما رمى في الأرض رامِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق