الأحد، 3 يوليو 2011

امرأتي .. والطريق

امرأتي والطريق ...


فادي عاصلة

اليهم سلاماً، يشعلون الابتسامة، يطفئون العمر، وجهي أعقاب سجائر والرصيف منفضة، الشارع مر وطويل والريح لا ترحم مثلهم ...



تشرق بعيداً عن عظامي

تنتفض في الظلام

السكين هو السكين

يجتر الأعناق حتى يغيبه الدم



وجه الرمل ماء، والحزن نخيل

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق



تيمم القرنفل ولم يصل

الخارطة لبست أنجماً ولم تضئ

وغابت كالطحين عن عيون الفقراء

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق



تلعثم البحر

الحدود تقضم أحلامنا

وعيون الصغار تجابه المدى

القهر يأكل الشمس

ولا تشرق ذات صباح

السجن يضيق ... السجن يضيق

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق




-
لم تقلي أي شيء ...

-
ليس هناك ما يستحق بعد اليوم أن يقال !



-
أكان صعباً أن تجرحيني بالحقيقة ؟

-
أنت مشاكس



-
أحببتني ؟

-
بل أحببت الموقف



-
ورحلتنا ؟

-
كوخ لمخاض



-
ودمي ؟

-
رائحة لا تسمن ولا تغني من جوع



-
وأنا ؟

-
سينسيك الرغيف وصراخ الجياع قصتنا



-
وأنت ؟

-
دعك مني



تسقط في المنفى يدين

ولا يسقط


الصوت هو الصوت

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق




زرعت على وجهه ياسميناً لتموت بعد حين

ومضت تستدرج الشوق فيه حتى المنعطف

وغابت !!!



قالوا : " لا شيء يشبه القلب

سوى محطة قطار يعبرها الراحلون ولا احد يقيم "

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق




أكنس المنفى

أتسكع في الشوارع

أبحث عن بعض بعضي

الريح تصرخ فوق وجنتي

الجلد تسمر

والأمعاء تنشد لأمنياتي

في العشق والثورة

وفي كل هذا الوطن العربي

وحدي لا أموت إلا من الجوع

وامرأتي هي امرأتي

تعد العشاء للقادمين من ذاك الطريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق