الأحد، 26 يونيو 2011

آثار سيرة، شذرات من عشق وثورة


آثار سيرة


شذرات من  عشق وثورة ،
قبلها ليس أكثر من بعدها



 . .
ماذا لو شكوت هذا الاضطراب
وحملَّت الريح عنائي
أكنتِ ستدركين العلاقة
بين عينيك وانتهائي ؟
كنت هناك تقشرين حلمي
وتبدلين الاسماء على اختلافها
وتفرشين أحلامي صباراً وزيتون
وكنت انا أحاول الوصول
لهدنة مع اصابعي
كي تحميني من استفزاز الحزن
كنت لا أزال صغيراً في الموت
وبين دقيقتين كانت تجف كل أحلامي
أنا علمتني الزنابق لغة الريح
وفرش الدم بالقصائد
ماذا قالت لنا الغيوم حين مرت بغير سمائنا ؟
بصراحة لا أذكر الكثير عن عشقنا
ولا أبغي ذلك
لا أذكر كثيراً عن حزني
ولهفتي الأولى لقصائدي
أعترف أني بكيت
وحاولت الوصول لمعنى جديد
في انتقاص الرجولة ...
يمنحني شرف البكاء
وان كان بجبن
تعبت أكثر
وكانت كل المنعطفات بدايات
تستر احتضاري
أنا الذي يومها غنيت
بين فجر مكحل
ومساء غريب
نبتت بين جدران الدقائق
حقيقتي
لامرأة تغلق جميع الأبواب
وتغلقني
وتسافر في عيني شهوراً
ولا تعرفني



متقوقع في آلاف القضايا
أنتفض بين الهشاشة والبشاشة
وأعود في الربيع
أحمل عمر فراشة
تراك ما زلت تحفظين شكل جنوني ؟
وفلسفتي في ( النزوح ) من ذاتي
الأمس الذي كفن ذكرياتنا
نصب الشاهد الأول
في جمجمتي
وبنى في صدري مقبرة
وانثال الغضب
مسكوباً بين زجاجتي نبيذ و محبرة


ما زلت ألهث في كل الطرقات
أبحث عن درب يجيد لغة الرحيل
يأخذني بعيداً عن الرجوع
وان كان ضباب


لم تكن المدينة أفضل حال من دمعتي
وكان الضياع يبني نقمتي ب ( ديكور ) جديد
أذكر أني حفظت أرقام جميع السيارات
وكل الشارات
وحفظت أي ساعة يغلق كل متجر أبوابه
وفي أي ساعة يبكي كل محزون
وفي أي دقيقة يطير كل عصفور
علك تنسابين من ذاكرتي
إذا ما ملأتها بالأشياء
وان كانت بغير معنى


ربما لم أكن أنا ذاك
وأدتني أحزاني وقضمت أفراحي
وتركتني
للتفاصيل
وعلامات الاستفهام
الآن أنهار بغير أرضكم
أخاف أن تحرقني النيران قبل أن ينتهي ليلكم
كثيرة هي أشيائي
كإبل تشد الرحال في عرض الصحراء
وتصغي لهمهمة الرمل
أيها الإعرابي
آن آوان الموت فمت
الواحات لن تعيد حنين النوق إلى الشمس
ها أنا بعيد عن كل ذاكرتي


تراها هل ما زالت تحفظ لون بؤسي؟
وظلي الهزيل في باب المحطة
ينتظر أول حافلة
لتنفيه طوعاً
من وطن يبحث عن وطن


قلت لها في أول الكرمل :


"
هنا غريبين معاً نلتقي
لعلنا في فن الغربة نرتقي "




أصغت، أبكتني بصمت حواسها
وحولت الفراشات حولي إلى فرسان
لم تبك الدقائق ذاك النهار
ولبست مسافتي شكلاً جديداً من الحزن
وأفرغ الكرمل جماله في عينينا
ليزرعنا في لحظة البحر
بين انتهاك الزمن
وحرمة الشوق
الآن أعيد صياغة لحظتي
المشاهد التي دفنت مرارتها فينا
حملت من الوقت ثواني
وعاشت فينا السنين
ليتك غمست ثورة البقاء
في صحون تغسلها وسادتي
وتمضغها أمسياتي
قبل النوم بخيمة
ضمتك القدس
وبقيت لي حيفا
تسد جوعي
تقضم ضلوعي
وتحرق أشجاري على مهل
كنت وحيداً
نعم
كنت أفتش عن أي شيء يرتطم به ظلي
لم أكن أفهم فلسفة الظلال
بين ضجيج الحافلات
ورائحة المدينة
لم أكن قد وصلت إليك / بصدفة
بيد أن الأشياء التي تهرب منا
قد نهرب منها يوماً
وجدتك هناك
لم تكني تبحثين عني
ولا أنا أيضاً
لكن شيئاً ما
في زمن ما
كان يبحث عنا الاثنين
القهوة التي جمعتنا
ذاتها فرقتنا
ومضيت في الزحام الكبير
لم نبك
ودعنا بعضنا بصمت
وبقيت عيناي مذ ذاك الصباح
تراسل كل المحطات
علك تطلين في أي حافلة
تزف نبأ ولادتي
أذكر أني عدت بعد الموت بخيبة
أذكر أشياء كثيرة حينما كنا هناك
وبقيت وحدي
أعاني المكان
الرصيف
الحدائق
الحافلات
أذكرذكر
أني صرت أراقب طاولتنا في زاوية المقهى
وارقب شكل الجالسين
حركاتهم
بسماتهم
نظراتهم
علي أستعير من لحظتهم
لحظتي
علي أجد نفسي فيهم
ذات رغبة



لم يعد من احتمالات العثور على قافية جديدة
سوى كل شيء
لم يعد لترجمة الحزن
أي لغة
حينما حرقنا كل اللغات
لم يعد لقلبي تلك النشوة الأولى
في قصيدة ترتمي بأرق فوق الصفحات
لتختمر في زجاجات العيون
وتمضي بلا سكرة العشق
على باب حارس
لم يعد للكلام أثر الرصاص
نزولاً عند رغبة الضياع فيَّ
أعلن حل جميع شراييني
وتفكيك قوافيَّ
وبيع الأسماء في السوق السوداء


هذا جنوني وقهري
ربما يحمل لي اغتيالاً بمقدار ثورتي
لكنه سيحمل لي شمساً
ولو بعد حين
لي شرف ارتشاف القهوة أمام عينيك
لي شرف الوصول إليك
.
لا تطرقوا قلبي هذا المساء
الحزن نائم فيه
ما زالت أشلائي تموت
وما زال جنوني يرثيه


صباح لأطلال حيفا
ما زالت القهوة تنتظر اثنين قد يجمعهم الزمن
في مكان ما
وساعة ما
بعيداً عن هواء حيفا
وعن أي قافية ...!!!



فادي عاصلة
2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق