الجمعة، 17 يونيو 2011

صور من القريب، صور من البعيد

صور في البعيد . . في القريب

فادي عاصلة -


في الوقت تهوي

والوقت منفى الفرص المضيعة مثلك ...

خلف الخطى

والرصيف

والشارع الغني بالوحل عن عملة المسافر...غرك

كفى بالميتين الخريف

يجتث الرؤى ... بعدك

صور تعلو تًخيب وقع الحفيف

لن يعرفو أي تجربة تحول الماء دمعك ...

وأي نزيف

يعصف في هوج التغني

دماً فتبكي بالبكاء ... وزنك ...



خذ وقتك من الترحال

لا لون للكون كي تعير فرشاة  الخفق

إذا ما عبر عن مدمعيك السؤال

لا شكل للأشكال كي تؤطر حدودها الأشكال ...

لا شكل إلا لشكل أشكال المحال ...

لا تضعك ...

أنت اليتيم والغريم والسقيم

أنت المشنوق الشانق الحانق الحارق في حر المنال

كفى بظلك أنه لم يذعن للشمس

إذا ما غابت الشمس وأذعنت الظلال

تميل بنا التفاصيل وأنت الفيصل الفاصل

فصل المقال ...

خذ وقتك من الترحال ...

خذ وقتك كي نصلي على بعدين من حلمك ...

بعض الجوى يثني

كيف تركنا قبلة البرتقال

 لنهوي في وعي الحدود ...

أثمر فينا حنين اللوز وما عدنا نقشر صفائح القمح كي نخبز التلال ...

تركنا كبشين على طريق خيبتنا فما افتدينا ولا افتُدينا ...

ولا استفدنا ولا استعدنا ... حلماً يعلوه الهلال ...

كأنما حطت على أوجاعنا حنطة ...

لرغيف يفدي كل ألوان القتال ...





مطر يضيء جولة أخرى في دمك

تقلب حكايتين ...

وتبسم ...

وتروي عطاش القهر منهلك ...

وترى في الناس حزنك ...

وترى في الأرض مقتلك ...

بعيدٌ أنت ...

بعيدٌ أنت ...

كأمرأة من الروم وقبرين في عسيب ...

تفتش الرياح عن سموألك ...

بعيدٌ أنت بين القوافل والقبائل ...

لا يؤول الخلق مأوى مأولك ...

رد الحنين لغير وجهة ...

فقد أرداك الحنين في معقلك ...



وقد عرفتك تلم حكايات المساء ...

أبو الحسين يغلي قهوته ...

في ديوان العشيرة ...

يناديك بأن تقرأ المكاتيب ...

تقرأ أوراق الحجوزات وأملاك الغائبين

أمر من مر قهوته المريرة ...

يبسم فتبسم ...

وعجوز تضيء سفر الذكريات

تحيك سلال القش

تربي النعناع في حوض بيتٍ

تروب اللبن ...

تطوي الحصيرة ...

تكنس الفناء بالغناء ...

تنظف الحضيرة ...

تحكي لاحفادها ألف حكاية

الشاطر

والتفاصيل المثيرة ...

تصلي الفجر

ترتب جوقة الحقل في ذات الوتيرة ...

وتمض إلى الباري

بعين.. قريرة ...



تخبرك أن صغار الحارات يلعبون فادركهم قبل المغيب ...

تخبرك أن هذا الجهاز يصدر الأصوات غريب مريب ...

تخبرك أن الحياة أذن ومنجل وحكاية وبضع صلاوات وموت قريب ...

تخبرك أن اليدان والطبيعة تصنعان الأعاجيب ...

بيوت من الطين، وجبنة بلدية وزعتر وزيت وزبيب ...

وسمن وتين،ولبنة وحليب ...

تخبرك وتمضي في المغيب ...

تخبرك ولا يبقى في المساء إلا طرقعه الحواسيب ...



أيها الرب عدل ميزان الفصول كي لا نشتاق قبل الآوان فيستفيق فينا الندم ...

ولنا خيل على بعد ثلاثة أيام من مفازات العدم ...

تصهل فلا إعرابي يرد صهوة الثأر بثأر الحمم ...

ولا راجل يعدد أمجاد القبيلة إلا  فوق أوتاد الخيم ...

كيف تركنا كل مضاربنا ... ضاربة في عرض القدم ...

كيف تركنا الخيل والليل والبيداء والقرطاس والقلم ...

تجثو الحكايات على جثتنا ... ويجثو الغثاء في سيل الألم ...

جند المغول تجول،وفرسان من رهط العجم ...

وإننا قوم يضيفون ضيفهم،فلا ضير إن أقام الضيف ما أقم ...

وما ضير حاتم بنكبته إذا أغواه الكرم ...

وما ضير المحتمي بكعبة إذا مانعه الحرم ؟

ويح إبن سينا من علة ... كيف يجتث الورم ....؟

لا بيت آوي إليه  ليأويني ...

أنا الناجي من حطام ألف مجزرة ... من ألف اغتيال ...

من ألف كمين ...

لا شيء في الحياة يغويني ...

لا شيء في الحياة يثريني ...

لا سم سقراط يقتلني ...

لا نار ابراهيم تكويني ...

لا مجوسي بخنجر الخطاب يطويني ...

لا صليب بباب القدس يَصليني ...

لا سيف فوق رأس الحلاج يقطعني ...

لا سيف بيد الحجاج يدميني ...

لا عين جساس ترمقني ...

ولا الزير بكل الشعر يرثيني ...

أنا روح الأرض ... وليس إلا الأرض تُشفيني ...

أنا الحياة كلها ...وليس إلا الله ينهيني ...

أنا الموت والموت أنا ... وليس إلا الفناء يغريني ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق