الخميس، 9 يونيو 2011

هُوة هَوية

هُوة هَوية

فادي عاصلة


كيف هويت من لغة المقام ...

ورتم موال على باب بني العباس

نحو سطح الشعر المبُعثر ؟ .

مثلك ...

نوارس في المدى، ولا موانيء للغريب ...

كيف ضيعك الزمان

من أديم حطين، وهمس رملتك ...

نحو ثرى المسافات ؟

مثلك طيور توقظها الفصول على وقع الحجيج

تلوب ما تلوب ...

لوعك الجنوب ...

مثلك، مثل زنابق تطل على خريفها

مثل عاشق لا يتوب ...

ضلعين من زمن مُشوه ...

لا يكفيان لخلق امرأة من ساعة شمسية ...

لا، ولا تفاح الأرض  يفُشي عُري  الكون المزور ...

لم يكن فيك نفح من آله ...

لكن حرفاً موشى بماء الورد ...

لم يقطفه ابن زيدون ...

ولا معتضد يسقي إغراء رميكتيه ...

والتاريخ ...

يُذكر بالذروات والهزائم ...

بالأندلس على وقع موحدها ...

وبلاد الله والغنائم ...

والجياد والسيوف والعمائم ...

بركن الدين على وقع جيش ...

يجز رأس كل حاكم ...

يُذكر ...

 أنك قد كنت تحلم ...

لتذكر أن الحلم حيلة النائم ...





كيف قتلتموه

على جرح لم يقترفه ... قال عابر من منفى مجاور ...

وعلى عشق تدلى من مشربية في إشبيلية

فهوى أغنية في القيروان

انسابت في سهول سمرقند كرزاً

بسطه تاجر من بخارى يرتب طريق الحرير من بعد عمرٍ انقضى ...

لم يكن قد سمع بحقيقته قبل مولد اللجوء ...

وانتشاء النكبة فيه ...

أثقله الأرق واشتعال الزمان المرصع بالورى ...

لكن حدائق بابل تذكره أكثر من نبوخذ ...

والهرم يعرفه أكثر من خفرع ...

ومسادة تعرف البقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق