الثلاثاء، 3 يوليو 2012

ويا عزيزي الجميل


ويا عزيزي الجميل، لم يبقَ أي شيء أرويه لك، هذا كل ماحصل فعلاً، لم أبدع في نهاية أخرى، لأنها كانت هكذا، كنت تريد أن تنتهي القصة بصورة أخرى كما أنا، بيد أن القصة اختارت نهايتها بنفسها، كنا ضحية سرد مغرٍ، لحظة تورط  ينسحب بين اللغة والكلام حتى ذرى المخيلة، هناك انتفض النص وكان سقوطنا في شرك المعاني كلها، لم نسأل عن الراوي أو السارد، لم نسأل البطل أو الضحية، عن الحب أو الحرب، عن التأويل والتقعير والتبئير، كنا نفتش فقط عنا، عن لذة تتسرب دون وعي منا. كنت ترى زمانها الآن وكنت أراه قبل ألفي عام، كنت تراها في القدس وكنت أراها في مضارب التغلبيين، كنت ترى أبطالها في المظاهرات، وكنت أراهم في أيام العرب.

ويا عزيزي، لم اقرأ بعدها أي كتاب، ولم أطالع أي نص، كانت قصة أجمل ما فيها أنها ذاتها دوماً فلا تضطرك قراءة القصص بعدها، وأغرب  ما فيها أنك تكون جزء من نهاية تُفرض عليك، وأمَّر ما فيها أنك الهامشي فيها، وأعنف ما فيها، أنك تمنح الفرصة لتكون البطل فتختار دوماً دور الضحية.

تبادلنا أزمان القصص مراراً، فصرنا زيراً وهماماً، ولم تنتهي لعبتنا الطفولية، إلا بعد أن قتلت أطفالي فقتلتك في معركة  بجانب وادي الحصى والجندل، وعدنا نفتش عن امكانيات أخرى نتشارك في معركة واحدة فصرنا كليباً وجساساً يقتل غدراً ليُقتل.

تبادلنا أزمان القصص مراراً فصرت حجاجاً يعلم القرآن للفتية، يناوشه الجند فيخبأ الثأر ليعلق الخليفة أيام ثلاثة على أسوار مكة، لم يترجل فارس بعدها، فاخترنا فارساً آخر نصيراً يفتح البلاد فيستعيده الخليفة في أرذل العمر ليقتله...

تبادلنا أزمان القصص مراراً، لنرتب حاضرنا، فصرت في شطر وصرت في شطر وصار القاتل غيرنا، ولم نقاتل ...

ويا عزيزي لم اقرأ شيئاً بعدها، هروباً من لعنة النهايات، وامعاناً في نهاية خرافية، لم يبقَ شيء أرويه لك، أرهقني الدم وثأر العرب، فما يرويه الراوي حين يكتشف أنه لم يكن سوى محض سرد، وأنه ليس سوى شخص أُريد له أن يكون ما يكون وأنه في نهاية الأمر ليس سوى هامش في قصة أخرى، وانتهينا معاً، فلماذا اخترنا دوري النقيض في قصص دوماً تجاوزتنا ؟  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق