الاثنين، 18 أبريل 2011

شام

شام ...
فادي عاصلة

الشام أم ترنو لأبناءها وتجزعُ
إذا ما العدا غدا في حجرها يتربع
وتذكر أبنائها من عهد غسان ...
بأنها أسمى من ذرى الجبال وأرفع
تذود عن الضيم إذا دنى
وتنأى عن الذل المهين وتدفع
ولها في أخبار الُعرب محفلٌ
ولها في صدر العاشقين موقع
ولها في شموخ القاسيون  قِبلة
ولها في ذكر حماة موضع
ما ذٌلت إذا الغزاة ترجلوا
على وقع السهام تتمنع
تحمل الضيم فوق حملها
تجير الملهوف وتهرع
وتحفظ أصناف القتال كلها
وتعرف فنون السلم وتُبدع
تعصى الغزاة حد احتضارها
تقاتل الموت ، والموت مُشرع
وكلما عصفت بها ريح
فزعت الريح وما دمشق تُفزع
وتبسم عن حياء وهي عارفة
بأن الحياة في جوفها تتورع
وتحفظ أشكال الوجوه وجمعها
وتعرف الغزاة مهما تقنعوا
لا زي العرب مُجدٍ إذا لبسوا
ولا زي الغرب قد يوم ينفع
وتزرع الفرسان في عرضها
حتى يضج الساح أو يشبع
حتى يعيش الحر حراً
حتى يقاتل منهم الرضع...
تلقي بغضبة الأرض عن ظهرها
حتى تأن الأرض والثأر يدمع
حتى يشد التراب التراب
حتى وصال العشق المُقطع ...
هذه دمشق يا مصر فانتظري
هذه دمشق اليوم تعرف ما تصنع ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق