الاثنين، 18 أبريل 2011

قبلة للريح

قبلة للريح
 فادي عاصلة
معبر للبرد ..
للورد
للحزن المجفف
لأساور الصبايا …
للمناديل المطرزة …
لقبضة الحناء في أطراف عين
تقضم حُمرتها …
وتبسم في حياء …
جف موعد الحصاد .. أو جف الوريد …
بعيدٌ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
يخدش الندى اظافر الليل …
يعرقل الورد عن شباك لهفتنا …
حيث سرت الاغنيات
نضج الحنين ولا يزال الخبز
يهتف لغيمة
تُقلب الفصول كما تشتهي يد المعجزات …
ويد المنفى من حديد
بعيدُ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
عُد أصابعك كي تجد حلمي
حيث تركت ظلك آخر مرة …
يناويء المسافات …
يربي المنعطف كي يلغي أثر الغياب
والعتاب …
اكسر المرآة
كي لا ترى غيرك
اكسر المرآه إذا لم تعد كما تشتهي، تراك …
اكسر المرآة اذا تشوه فيك المُرسِل والمُرسَل والبريد
بعيدُ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
رد اعتبار الريح للوردة …
وريم يروم للفصول المورقات على غصن زنبق …
قذفتك الأسفار فشُل هذا القذف الموفق …
وحجارة تروي الشقوق تجاعيد وقوفها …
قل للريح لا
قل للوقت لا
قل للحزن لا …
وأغرز أظافرك في ظهر نبي شريد
بعيدٌ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
لا أحد يطل من دمك على حقيقة القمح …
لا أحد يعد النخيل لجيل قحط للسنين العجاف
لا أحد يربي ذاكرة تصلح للأمسيات في الغد الموتور …
لا أحد يجنب التلف ساعديه
لا أحد يرد النوم عن مقلتيه…
ولا أحد يرتب فينا النشيد …
بعيدٌ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
ضلت القافلة عن مسار وجهتها …
لا دليل ينجي ولا رمل يشفق على عيون المسافرين …
وإبل تراخت … كأنما بركت على بركان من سنين …
الصحراء لا تحب الجبناء …
الصحراء امرأة تحب الهُمام يفتت الحر ويكوي رمل الكُثب قدر ما يريد …
بعيد أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
وكم تهيم في العراء
تهرب من حفنة الملح وثأر المستحل
سيهوي دمك في الفراغ العبثي
في النهايات الطويلة المتعبة
في قبضة تشبه الغياب أو تزيد …
بعيدٌ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
تُطل من شوق ذكرى …
تحفظ أغنية في وعاء من المشمش
تسقي شجر الآله من ماء خلوتنا …
تغلي على جمر الفجر قهوتنا …
وتصلي قدر اتساع الدعاء
صوفي خلف صوفي خلف مريد
بعيدٌ عن خطوته والمدى بعيد …
تغرب الخيل على وقع الهتاف
وبيض يتقاسمون حناء الفرح الأخير
امرأة تعزي أولادها بإبل لا يفتتها الرمل إذا جفت قوافل القيروان …
رجل ينتفض من محيط النخيل ليواري دمعه رعشة الاقحوان ..
حكمة للعربي في زرع الثريد
بعيدٌ أنت عن خطوتك والمدى بعيد …
ألا هبي بصحبك فاصبحينا
ولا تبقي من وعي الحاضرين
حارقة كأن الحزن فيها
إذا ما القهر غيبنا ترينا
تمرد الحمام الزاجلي
على سلطات البريد
تمرد السيف على أسلحة الدمار
وقيء الحديد …
وتمردت عيناي علي
فما عدت أرى إلا ما تريد
بعيدٌ أنت فالمدى دوماً بعيد …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق